سألته هل تحبني
سألته هل تحبني ...... هل تريدني زوجة ....... هل أجبرت على الزواج مني ولكنه ظل صامتا ولملم حوائجه وخرج من الغرفة
وأنا اتأمله بفستاني الأبيض .... لكني لم أبكي أو أثور وإنما تبسمت وحدثت نفسي هل ممكن لرجل أن يجبر على الزواج
هكذا كانت ليلتي الأولى من الزفاف
وفي الصباح فتحت باب الغرفة بتردد وخرجت لأجده هناك مستلقي على الأريكة
لم ينظر لي ولم انظر له
لم يكلمني ولم اكلمه
وفي المساء جهزت نفسي وكنت بكامل أناقتي واستقبلت أمي وأختي وبعض من صديقاتي قابلتهم بفرحة وسرور
سألنني عن ليلتي الأولى مع بعض الغمزات هنا وهناك ليصطبغ وجهي باللون الأحمر
ثم ودعتهن والابتسامة على وجهي لأنظر بعدها للمرآة لم اتوقع أن أكون ممثلة رائعة هكذا
أزلت الأصباغ عن وجهي ومعها نزعت الابتسامة منه
وعدت للمكوث في الغرفة على أمل أن يأتي ليكلمني ولكنه تجاهلني تماما وكأني غير موجودة حيث دخل الغرفة لأخذ بطانية وخرج
وهكذا مر أسبوع قاسي علي لم ينطق ذلك الرجل الذي اسكن معه بأية كلمة
حتى سمعته يتحدث في الهاتف وهو يقول سأعود غدا للعمل فمديري يرفض اعطائي إجازة لمدة أطول يا لحظي السيء ان شهر عسلي قصير جدا
تبسمت أي شهر عسل هذا إنه حتى ليس شهر بصل وهو ايضا يقوم بالتمثيل لماذا اذن تزوجني ولماذا يعاملني هذه المعاملة السيئة
في الصباح سمعت الباب يغلق فخرجت من الغرفة لأراه قد غادر
وكأي زوجة قمت بأعداد الطعام له ولم أكن أعلم في أي وقت سيعود لذلك جهزت الطعام عند الثانية عشر لكنه لم يحضر فعدت لتسخين الطعام عند الثانية لكنه ايضا لم يحضر فسخنته عند الثالثة وايضا لم يحضر
ولكنه اخيرا حضر عند الرابعة فقمت لاستقباله ولأخبره بأني جهزت الغداء
لكنه تجاهلني تماما ودخل للغرفة
نظرت لذلك الطعام الذي اهترء من كثرة التسخين والذي سيكون مصيره الآن سلة القمامة
عذبني ذلك الرجل بصمته وهو لا يتواجد في المكان الذي اجلس فيه فإذا ما جلست بغرفة النوم جلس هو بالصالون واذا جلست أنا بغرفة الضيوف جلس هو بغرفة النوم
احترت معه لماذا يعاملني هكذا
ومر شهر وأنا ضائعة معه واعتقدت لوهلة بأن أحبالي الصوتية ستزول من قلة استخدامها
حتى حضر أبي لزيارتي ففرحت بحضوره جدا
ولكنه عاتبني لمقاطعتهم فتعللت بأني لازلت عروس جديدة ومازالت غير مدركة لواجباتي جيدا
فتوجه أبي ناحيته وحمدت الله بأنه موجود وإلا ماذا كنت سأخبر أبي فقال له أبي: سالم يا ولدي لدي مفاجأة لك ........ ودس يده في جيبه واخرج تذكرتين ثم تابع قوله
أنها تذاكر للبنان هدية مني لكما أريد منكما أن تستمتعا في الجو المشرق والطبيعة الساحرة
فنظرت له وكلي خوف فقال أنا غير قادر على السفر فمديري يرفض تمديد أجازتي
فضحك والدي وقال أنسيت بأن مديرك هو صديقي وهو الذي أخبرني بأنك شاب ممتاز وأن لا أتردد بتزويجك ابنتي فلا تخف أنت في إجازة منذ اليوم
وهكذا سافرنا ركبت الطائرة بجسم مرتجف فأنا ارحل مع رجل غريب عني لبلد غريب دون أن اعلم ماذا سيكون مصيري
لم يكن في سفرتي الشيء الجديد حيث ظل هو على صمته ولم نكن نخرج من الغرفة أبدا حتى الطعام كنا نتناوله فيها دون أن ينطق أحدا منا بكلمة واحدة
لو أخبرني أحد أمر كهذا بان زوجين لا يتكلمان وهما يعيشان مع بعضهما البعض لانفجرت ضاحكة لكني الآن حزينة لأن هذه القصة قصتي
حتى في يوم كنت اتأمل من النافذة الكبيرة الشاطىء البعيد عنا وأنا اتمنى أن اتمشى فوق رماله الذهبية
فاقترب هو مني وقال : حنان
فاستدرت له وأنا غير مصدقة أنها المرة الأولى التي يكلمني فيها وينطق باسمي
نظر لي ثم قال : أنا عقيم
لم أعي كلماته هذه ولكني هويت على الأرض و انفجرت باكية لم أعرف لماذا بكيت هل لأنه نطق أخيرا أم للمفاجأة التي أخبرني بها
لم يهتم لبكائي وتابع قوله لا تخافي سأقوم بطلاقك
ولكني وقفت وقلت :لا أنت نصيبي وأنا راضية به
وعدنا بعدها لأرض الوطن وأصبحت أنا من ابدأ في الحديث معه فيرد هو ببعض الكلمات
حتى اعتاد على حديثي وأخذ يشاركني فيه
وعرفت بأنه لم يكن راغب في الزوج لكنه رضخ لرغبة أمه أخيرا دون علمها بحالته
وطلبت منه يوما أن نراجع طبيبا لعل هناك أمل
فثار في وجهي وصفعني
ولكني لم استسلم وظللت ألاحقه بالسؤال حتى رضخ لي وذهبنا لطبيب ومن ثم لآخر وآخر ...... حتى بعث أحد الأطباء في نفوسنا الأمل وقال بأن هنالك احتمال لحدوث حمل
ولكن العلاج غير متوفر هنا فسافرنا لأوروبا وآمريكا وعدد من الدول على أمل
ولكن لا فائدة فرضخت للواقع
ولنظرات الشفقة من أمي ودعاءها المستمر
والهمسات من هنا وهناك من أم زوجي وبأني لست سوء أرض جرداء غير صالحة للزراعة دون أن تعلم بأن بذور ابنها هي الغير صالحة وتحملت تحريضها المستمر له بالزواج
حتى مرت تسع سنوات على زواجي
أزداد زوجي عصبية مع كثرة محاولاتنا وكنت أنا امتص غضبه واهدئه كطفل صغير اضمه بين أحضاني
حتى حدثت المعجزة أنا حامل
لم اصدق الطبيبة وهي تخبرني بالأمر طلبت منها التأكد مرة آخرى
ولكنها ضحكت وقالت : كل شيء واضح أنتِ حامل في الشهر الثاني
خرجت فرحة ودموعي تسبقني لأخبر زوجي وأمي وجميع الناس
وأصبحت أعشق الحياة وأحب الخروج لأتباهى وأفتخر بأني لست أرض جرداء
ومرت أشهر حملي بسلام وفرحة حتى أصبحت في الشهر الثامن وسافر زوجي حيث قال بأن لديه عمل
وبينما أنا الملم حوائجي حيث سأذهب للمكوث في بيت أهلي رأيت ورقة كبيرة على التلفاز
فاستغربت لأمرها فانا لم أرها مسبقا فأخذتها لأقرأها فوجدت بأنها من سالم
وقد كتب فيها
لم أسافر للعمل أنا تزوجت وسافرت في شهر العسل وورقة طلاقكِ ستصلكِ غدا
لا تستغربي الأمر أنا بحاجة لأمرأة تثور ....... لأمرأة تغضب ........ لأمرأة تتمرد علي .......... أريدها قوية
أريد أن أشعر بأنني أسد وإلى جانبي لبؤة
لم اكمل بقية الكلمات حيث تعالت صرختي
وأفقت بداخل غرفة المستشفى والدموع تبلل وجنتي فقد وضعت بولادة مبكرة
لكن طفلي خرج ميتا لم يكن راغبا بالحياة
وعدت لبيت أهلي ولكن مطلقة ومحطمة
أراد تدميري منذ البداية فدمرني في النهاية